قصة امرأة فرعون (السيدة آسيا بنت مزاحم)

قصة امرأة فرعون

(السيدة آسيا بنت مزاحم)

بسم الله الرحمن الرحيم

(ضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين)

صدق الله العظيم

سورة التحريم أية (11)

تعتبر قصة أمرأه فرعون (آسيا بنت مزاحم) من أجمل قصص القران من حيث الابداع اللغوي والتعبيري، فما أن يذكر اسم السيدة آسيا أمراه فرعون حتى يتوارد لنا قصة سيدنا موسى، علية السلام وموقفها عندما رأته في التابوت فهي من أقنع الفرعون بالاحتفاظ به وتربيته كأبن لهما، فعاش نبينا موسى علية السلام معهما وأحبته حب الام لولدها.

وعندما دعى نبي الله موسى الى توحيد الله أمنت به وصدقته ولكنها في البداية أخفت ذلك خشية من فرعون و ما لبثت حتى أشهرت إسلامها واتباعها لدين موسى علية السلام وعندما علم فرعون بذلك جن جنونه لسماعة هذا الامر المروع بالنسبة له و حاول ردها عن اسلامها وتعود كما كانت في السابق ولكنها كانت ثابتة على الحق. فخرج على الملا وقال قال "إنها تعبد رباً غيرى"، وامر رجاله بتعذيبها وصلب يديها ورجليها والقائها في الشمس الحارقة ... فأظلتها الملائكة بأجنحتها من حر الشمس.

وتمسّكت بدينها وربها، فزوّد فرعون العذاب بصخرة كبيرة وضعها فوقها، فلما وضعوا هذه الصخرة، رفعت السيدة آسيا بصرها إلى السماء وقالت: "رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين ".

فأبصرت بيتها في الجنة، فثبتت على إيمانها وضحكت حينما رأت بيتها في الجنة

فقال فرعون: "الا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك ".

فقبض الله روحها رضى الله عنها وكان فرعون أعتى أهل الأرض و أ كفرهم في ذلك الوقت

فأخبارنا الله تعالى بقصة هذه المرأة الصالحة في سورة التحريم ليتبين بقصتها هذه ان المرء لا يضره معصية غيره اذا كان مطيعا .. فقد جعل الله حال امرأة فرعون مثالا لحال المؤمنين ترغيبا لهم في الثبات على الطاعة والتمسك بالدين والصبر في الشدة.

ومن الاعجاز اللغوي في هذه الآية السابقة أنها قدمت (عندك) على في الجنة ولهذا سر عظيم الا وهي أنها طلبت القرب من رحمة الله و البعد عن عذاب أعدائه.

الدروس المستفادة من الآية:

· ان من كان واقعا في المعاصي وليس في استطاعته هجر المكان الذي فيه اهل المعاصي ويخشى على نفسه الانتكاسة من وجوده معهم في مكان واحد. فانه لا يضره معصيه غيره فان معصية اكفر الكافرين فرعون لم تضر امرأة فرعون بل زادتها ثباتا.

· كما أن في قصة السيدة آسيا حث للمؤمنين على الصبر في الشدة فلا يكون المرء في الصبر عند الشدة أضعف من امرأة فرعون حين صبرت على اذى فرعون وبحسن الظن بالله ان يعوضه صبره خيرا.

· وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيدات نساء اهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة واسيه امرأة فرعون) صدق رسول الله صل الله عليه وسلم

فقصة هذه السيدة العظيمة من أعظم القصص المذكورة في القرآن عن النساء فما أعظمها امرأة.