#htmlcaption1
لمشاهدة العدد السابق

قصر عابدين ...أشهر القصور المصرية

قصر عابدين )


   تصوير: محمد خلف                                                                                                  

يعد قصر عابدين تحفة ‏تاريخية نادرة بالشكل والتصميم الامر الذى جعل  الذي حوله إلى متحف يعكس الفخامة التي شيّد بها القصر والأحداث ‏الهامة التي شهدها منذ العصر الملكي وحتى قيام ثورة يوليو 1952.‏ 
ويحرص الكثيرعلى زيارته حيث يعد من أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي باشا لمصر حيث كان مقراً للحكم ‏من العام 1872 حتى العام 1952.
وشهد القصر أحداثاً هامة لها دوراً كبيراً في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، كما أنه ‏يعد البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة

شهد على " الثورة العرابية "


ويبقى قصر عابدين جوهرة القصور الملكية ، شاهداً على عدة أحداث تاريخية هامة، إذ وقف في ساحته أحمد عرابي في 9 سبتمبر 1881 صائحاً في الخديوي توفيق ابن الخديوي إسماعيل بعدة مطالب للجيش والأمة فيما عُرف بالثورة العرابية.



وفي 4 فبراير 1942، شهد قصر "عابدين" حادثة تاريخية بدت مهينة لحاكم مصر؛ إذ تقدّمت الدبابات البريطانية إلى ساحة القصر، لإصرار السفير البريطاني على تولي مصطفى النحاس رئاسة وزراء مصر، وخُيّر الملك فاروق بين تعيين النحاس أو التنازل على العرش، لكن الملك فاروق اختار تعيين النحاس رئيساً للوزراء في مرسوم ملكي صدر في قصر عابدين.


موقع القصر

يقع قصر عابدين في مدينة القاهرة عاصمة جمهوريّة مصر العربية؛ حيث يقع في ميدان الجمهوريّة، وقريباً من المتحف المصري.

وكان الخديوي إسماعيل قد أمر ببناء قصر عابدين فور توليه الحكم في مصر عام ‏‏1863، ففي نفس الوقت الذي كان يجرى فيه بناء ‏القصر أمرالخديوي إسماعيل بتخطيط القاهرة على النمط الأوروبي من ميادين فسيحة ‏وشوارع واسعة وقصور ومباني وجسور على النيل وحدائق غنية بالأشجار.‏

تسمية القصر

ويرجع اسم القصر إلى عابدين بك أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي ‏باشا وكان يمتلك قصراً صغيراً في مكان القصر الحالي فاشتراه إسماعيل من أرملته ‏وهدمه وضم اليه

عدة ممتلكات حوله، واستمر الخديوي في شراء الأملاك المجاورة، وفي خلال 10 سنوات وصلت المساحة المخصصة لبناء القصر 24 فداناً.


تصميم القصر

صمّم القصر المهندس الفرنسي دي كوريل روسو، وبدأ بناؤه في عام 1863 حيث استغرق 10 سنوات. وتم افتُتاحه في عام 1874، وقُدرت تكلفة البناء بـ 100 ألف جنيه ذهبياً.
  

3 زوجات تمتلكن القصر

بعد بناء القصر قرر الخديوي إسماعيل تمليكه إلى زوجاته الثلاث، هو وقصري الرملة والجيزة. وعند تولي الخديوي توفيق أصدر قانوناً رسمياً ينص على أن القصور الرسمية كلها ملكية منفردة لمصر، لتظل محلاً لإقامة الأسرة المالكة دون أن تكون ملكاً لها.


وصف القصر

يحتوى القصر على قاعات وصالونات تتميز بلون جدرانها الراقية ،فالصالون الأبيض ‏والأحمر والأخضر تستخدم في استقبال الوفود الرسمية أثناء زيارتها لمصر،








إضافة إلى ‏مكتبة القصر التي تحوى نحو مايقرب من 55 ألف كتاب.‏
يحتوي قصر "عابدين" داخل جدرانه على 500 غرفة وجناح و5 متاحف، ويحتوي على طابقين يشتمل العلوي على السلاملك والحرملك في مبنى واحد، وهو ما يُعد مخالفاً للتقاليد المعمول بها في مصر وقتها.
أما الطابق الأرضي فيضم مقر الحرس الخديوي ومكاتب التشريفة والمخازن والخدم، وتعتبر قاعة "محمد علي" من أكبر قاعات القصر وأفخمها، وأمامها مسرح كبير.

مسرح قصر عابدين

 يحتوى القصر على مسرح يعد تحفة فنية لا مثيل لها في ذلك الوقت. ويضم مئات الكراسي المذهبة وفيه أماكن ‏‏معزولة بالستائر خاصة بالسيدات ويستخدم الآن في تقديم العروض المسرحية الخاصة ‏للزوار والضيوف.‏

                                         

الجناح البلجيكى





ويوجد بداخل القصر العديد من الأجنحة مثل الجناح البلجيكي الذي صمم لإقامة ‏ضيوف مصر المهمين، وسمّي بهذا الاسم لأن ملك بلجيكا هو أول من أقام فيه، ويضم هذا الجناح ‏سريراً يعتبر من التحف النادرة نظراً لما يحتويه من الزخارف والرسومات اليدوية.‏


متاحف القصر

ويضم القصر متحفا ًفي غاية من الثراء التاريخي، حيث كان أبناء وأحفاد الخديوي ‏إسماعيل الذين حكموا مصر من بعده مولعين بوضع لمساتهم على القصر وعمل الإضافات ‏‏التي تناسب ميول وعصر كل منهم، وقد تم ‏ترميمه ترميماً معمارياً وفنياً شاملاً، وقد شملت هذه الأعمال تطوير وتحديث متحف ‏الأسلحة بإعادة تنسيقه وعرض محتوياته بأحدث أساليب العرض مع إضافة قاعة إلى ‏المتحف خصصت لعرض الأسلحة المختلفة التي تلقّاها رؤساء مصر من الجهات الوطنية المختلفة.‏
أما المتحف الثاني بالقصر فهو مخصص لمقتنيات أسرة محمد علي باشا من أدوات وأواني ‏من الفضة والكريستال والبلور الملون وغيرها من التحف النادرة.


متاحف في أروقة القصر

يضم القصر حالياً 5 متاحف هي:
متحف الأسلحة، ومتحف الأوسمة والنياشين، ومتحف الفضيات، ومتحف هدايا رئاسة الجمهورية، ومتحف الوثائق التاريخية.




متحف هدايا رئاسة الجمهورية
يحمل اسماً آخر هو متحف السلام لعرضه مبايعات مرسلة للرئيس الأسبق حسني مـبارك مـن أفـراد ومنظمات بالجهات المختلفة من أنحاء الجمهورية كتبت تأييداً له لسياسة السلام التي يتبعها من أجل مصر ومنطقة الشرق الأوسط، ولذلك سمّي هذا المتحف متحف السلام وفقاً للموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات في مصر.


متحف لهدايا الرئيس مبارك

يعرض المتحف بعض الهدايا والمقتنيات التي تلقّاها الرئيس السابق محمد حسني مبارك من الملوك ورؤساء الدول وكبار ضيوف الدولة، وكذلك الهدايا التي تلقّاها في المناسبات الوطنية من جميع أجهزة الدولة، وعلى رأسها الاحتفالات بانتصار أكتوبر 1973،ويتكون من 3 أقسام: قسم لمقتنيات مبارك، وآخر لحرمه، وآخر لأسلحته.










سيف آخر ملوك مصر

ويضم متحف الأسلحة سيفاً نادراً مرصعاً بالأحجار الكريمة بأحجام مختلفة صُنع في ألمانيا، وقد اشتراه الملك فاروق من أحد المزادات، ومجموعات رائعة من الأوسمة والنياشين والميداليات، كما يضم متحف الوثائق عدة وثائق تاريخية هامة من عهد محمد علي باشا وحتى الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر.


وبعد قيام ثورة 26 يوليو عام 1952، تم نقل إدارة متحف قصر عابدين إلي إدارة المتاحف بالقلعة، ثم أعيدت إدارته مرة أخرى إلى رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي أمر بتجديده وترميمه.
وقد تم ربط جميع المتاحف بخط زيارة واحد يمر من خلاله الزائر ‏بحدائق القصر.


ضريح " سيدي بدران "

وفي داخل القصر يوجد ضريح معروف باسم ضريح " سيدي بدارن"، وله باب على ساحة النافورة، وعند بناء القصر أمر الخديوي إسماعيل بالحفاظ على الضريح وإدخاله ضمن تصميمات القصر.



لا يزال قصر عابدين مستخدماً في استقبال الضيوف حتي وقتنا الحالي ومؤخراً استضاف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الرئيس الصيني في جولة داخل قصر عابدين في يناير 2016، إلى جانب العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وأخيراً ملك البحرين حمد بن عيسى.


 تعتبر القصور شاهدةً على إرث من سكنها من قادة، وعلى ما 
جرى في جنباتها من تحديدٍ لمصائر الدول؛ هذا هو حال قصر
 “عابدين” وسط القاهرة الذي بُني في عهد الدولة العلوية 
الحاكمة لمصر، وتحديداً في العام 1863 بأمرٍ من الخديوي 
إسماعيل فور توليه الحكم.
Share on Google Plus

About Petroleum Marine Services

0 التعليقات:

إرسال تعليق