أشهر ملكة في التاريخ

عُرفت الأقصر عبر العصور المختلفة بالعديد من الأسماء:

منها "وايســت". وأطلق عليها الرومان بعد ذلك اسم "طيبــــة".

كما وصفها الشاعر الإغريقي هوميروس في ملحمة الإلياذة "بمدينة المائة باب" ، وسُميت كذلك باسم "مدينة الشمس"، "مدينة النور"، و"مدينة الصولجان"، وبعد الفتح العربي لمصر، أطلق عليها العرب اسم "الأقصر" وهو جمع الجمع لكلمة قصر حيث أن المدينة كانت تحتوي على الكثير من قصور الفراعنة.

وتعتبر مدينة الأقصر عاصمة مصر في العصر الفرعوني حيث تقع على ضفاف نهر النيل والذي يقسمها إلى شطرين البر الشرقي والبر الغربي .

أنّ الأقصر تضمّ ما يقارب من ثلث آثار العالم، كما أنها تضم العديد من المعالم الأثرية الفرعونية القديمة مقسمة على البرّين الشرقي والغربي للمدينة، يضم البر الشرقي معبد الأقصر، معبد الكرنك، وطريق الكباش الرابط بين المعبدين، ومتحف الأقصر، أما البر الغربي فيضم وادي الملوك، معبد الدير البحري، وادي الملكات، دير المدينة، ومعبد الرامسيوم، وتمثالي ممنون.

وظلّت "مدينة طيبة" عاصمة للدولة المصرية حتى سقوط حكم الفراعنة والأسرة الحادية والثلاثون على يد الفرس 332 ق.م.عند ذكر الأقصر والآثار الفرعونية ، فلا يمكن أن نغفل أعظم ملكة في التاريخ حكمت مصر الملكة حتشبسوت.

هي الأميرة غنمت آمون حتشبسوت ويعنى: خليلة آمون، درّة الأميرات ، الأبنة الكبرى لفرعون مصر تحتمس الأول وزوجة تحتمس الثاني.

الملكة حتشبسوت هي أول ملكة فرعونية حكمت مصر وأكثرهن نفوذًاً؛ فقد كان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة فحسب، بل وفي تاريخ مصر الفرعونية القديم كله، ويعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنة.

حتشبسوت هي الفرعون الخامس من الأسرة الثامنة عشر، لم يتقبلها الشعب لأنها امرأة فحاولت أن تمثل نفسها كرجل في التماثيل وتلبس الذقن والملابس الرجالية ، لأن الملك طبقاً للعرف ممثِلاً للإله حورس الحاكم على الأرض لذلك، كانت دائماَ تلبس وتتزين بملابس الرجال وحاولت دائماً أن تنسى أنها امرأة، بل كانت تشير إلى نفسها بضمير المذكر! وتحمل ألقاب الرجال..

الملكة حتشبسوت كانت تعد من الجميلات، وهي أول من ارتدت القفازات وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها 6 أصابع أو أكثر في اليد الواحدة، أيضا هي أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة.

حكمت مصر لمدة 22 عاماً، وفى عصرها ازدهرت البلاد اقتصادياً وسياسياً وصارت مصر هي الدولة الأولى تحضرا وغنى.

كرّست الملكة كل قواها وموارد مصر حتى تُنشئ الطرق والمعابد والمنازل وتحسن أحوال البلاد الداخلية وحاولت ابقاء مصر بعيده عن الحروب.

أهم أعمالها في فترة حكمها:

اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية، وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار،

من أهم البعثات التجارية بعثة بلاد بونت (الصومال حالياً) حيث أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان التى عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة. وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر، ولا تزال الألوان التي تزّين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.

بعثة أسوان حيث صورت على جدران معبد الدير البحري وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت، وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيداً للإله أمون وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر، وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهي تزين ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس حتى الآن.

الدير البحري ومعبد حتشبسوت الجنائزي

شيّد المهندس الملكي سننموت معبد الدير البحري وهو أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أو الحديث ، وتم بناؤه في حضن الجبل الغربي في طيبة (عاصمة مصر القديمة ومقر عبادة آمون) بالحجر الجيري الأبيض الملكي .

وجدير بالذكر أن المعبد بني خلال 15 سنة من حكم الملكة حتشبسوت بين السنة السابعة حتى السنة 22 من حكمها .

المعبد من الأمام وخلفه واجهة الجبل

مكــــــونات المعــبد

تصميم معبد حتشبسوت مغاير تماماً لتصميم المعابد المصرية القديمة التي كانت تتكون من صرح كبير (بوابة ضخمة) يتلوها بهو أعمدة، ثم صرح أصغر ثم بهو أعمدة، ثم صرح ثالث ثم بهو أعمدة ينتهي بالمحراب القدسي للإله. فقد استبدل هنا الصرح بـ رواق واستبدل بهو الأعمدة بشرفات تعلو بعضها البعض وتوصل بينها منصات منحدرة