#htmlcaption1
لمشاهدة العدد السابق

المراهقة....كيف نتخطاها بسلام

المراه

كيفخطاها بسلام


مفهـوم المراهقـة

سن المراهقة هي المرحلة التي يبني فيها المراهقون شخصيتهم المستقلة، هي فترة صعبة جدًا في كل ما يتعلق بعلاقتهم مع الأهل. وقد أطلق عليها العلماء مرحلة " الولادة الثانية " وهذا لما لها من خصائص وتغيرات تنتاب الفرد في هذه المرحلة وعلى الرغم من أن الحديث يدور عن فترة صعبة للطرفين -حيث يعيش المراهقون فترة يعتقدون خلالها أن ذويهم لا يفهمونهم، ويشعر الأهل بأن أولادهم يتحررون من سيطرتهم وينطلقون إلى الحرية -إلا أن من واجب كل ولي أمر أن يعرف أن مرحلة المراهقة ستنتهي، وأن علاقته بابنه (ابنته) المراهق/ة ستعود لسابق عهدها، وستصبح جيدة.

تبدأ المراهقة من سن (12ـ 15) عند الصبيان، وتسبقهم البنات بسنة واحدة في الغالب، وتنتهي في سن (18ـ20) وهذا التفاوت سببه الفروق الفردية، والبيئيـة بمكوناتها الطبيعية والثقافية والاجتماعية فهي مرحلة الانتقال التي يصبح فيها المراهق رجلاً، والمراهقة امرأة.

اتفق علماء النفس على تقسيم المراهقة إلى المراحل التالية:
المراهقة الأولى: هي المرحلة العمرية بين 11 - 14 عام ، وفيها يبدأ الإنسان بالشعور بمجموعة  من التغيرات، التي تمهد لبداية المراهقة.
المراهقة الوسطى: هي المرحلة العمرية بين 14 - 18 عام ، وفيها تكتمل كافة التغيرات الجسمية، والفكرية في مرحلة المراهقة.
المراهقة المتأخرة: هي المرحلة العمرية بين 18 - 21 عام ، وفيها يكون الإنسان مستعدّاً  للخروج من مرحلة المراهقة، والانتقال إلى مرحلة الرُشد.
يقول ستانللي هول (عالم نفس امريكي) معبراً عن المعنى الشائع للمراهقة: (المراهقة فترة عواصف وتوتر وشـدة، تكتنفها الأزمات النفسية، وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات والصعوبات).

علامات بداية مرحلة المراهقة


                      
تطرأ بعض علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه المرحلة عنده، وهي:

1.     النمو الجسدي: حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولاً ووزناً، تختلف بين الذكور والإناث
2.     التغير النفسي: إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية.
3.     النمو الانفعالي: انفعالات عنيفة، عدم التحكم في انفعالاته، يبدأ في تكوين العواطف
4.     النمو الاجتماعي: إن النمو الاجتماعي هو ذلك التغير الذي يطرأ على عادات الفرد وقيمه واتجاهاته الاجتماعية، فهذا النمو يعني أن المراهق أصبح كبيراً، وبناءً عليه يشعر بعدم الرضا عن المعاملة التي يتلقاها من الأسرة والتي لا تتغير بنفس السرعة، ويشعر المراهق بالوحدة فهو لا ينتمي إلى عالم الأطفال ولم يصل إلى عالم الكبار. (

ويمكن تلخيص أهم خصائص النمو الاجتماعي فيما يلي:

Ø       الاستقلال: يميل المراهق للاستقلال والتحرر من قيود الأسرة وتبعاتها.
Ø       الولاء والطاعة لجماعة الأصدقاء (الشلة) في الوقت الذي يسعى إلى التحرر من قيود الأسرة.
Ø       التمرد والثورة على الأسرة وتحديها، وتمتد الثورة على المدرسة والمجتمع بتقاليده وقيمه.
Ø       الميل للزعامة والاستقلالية الاجتماعية عندما تبرز شخصيته، ويتميز بالقوة والتماسك.
Ø       الميل للجنس الآخر ومحاولة جذب انتباه الجنس الآخر إليه.
Ø       المنافسة: تشتد المنافسة بين المراهق وإخوته ورفاقه ، وتأخذ المنافسة شكلاً فردياً، فهو يتنافس في التفوق والتحصيل الدراسي، وفي النشاط الرياضي وقد يزداد التنافس فتسيطر نزعات الأنانية ويبدو  ذلك في شكل صراع ومعاناة وتوتر، فيصاحب ذلك الانتقام.
Ø       العناية بالذات وذلك في الاهتمام بالمظهر والملبس وارتداء الألوان الملفتة للنظر ومسايرة أحدث خطوط الموضة، كما يتسم سلوك المراهق بالاستعراضية والرغبة في جذب الاهتمام.


يشير العالم "فلمنج Filming " إلى أن مظاهر هذا النمو تنبه المراهق للفوارق بين الأفراد، وازدياد نقده لنفسه، ولعلاقته بالجماعة، وهذه المرحلة أكثر ارتقاءً من مرحلة الطفولة، وتشير العالمة "هيرلوك " الى جانب آخر من جوانب نمو الإدراك لدى المراهق ، له دلالته النفسية والاجتماعية، فسلوك المراهق يكشف بوضوح عن أنه يميز بين من يعتبرهم " أعلى منه " ومن يعتبرهم " أدنى منه ".




    5.     النمو العقلي: مرحلة العلاقات المجردة تبدأ من 11 ــ 14 سنة من مظاهرها

v    تدرج النمو العقلي لديه.
v    يفكر المراهق بمنطق افتراضي. 
v    يكون قادر على وضع حلول لجميع المشاكل التي تواجهه.
v    يستطيع تخيل بدائل عديدة لتفسير ظاهرة ما.
v    يكون قادر على تصور آراء بعيدة عن الواقع أو الحقيقة.



6.     النمو الديني :يلعب زرع الوازع الديني في نفس المراهق دوراً هاماً في بناء شخصيته ، لأن النمو النفسي السليم للمراهق يتطلب إيماناً راسخاً، وفي العادة يمارس المراهق عباداته وفقاً لما يكتسبه من عادات سلوكية ومن توجيه ديني بالتمسك بالعقيدة والعادات بداية من مرحلة الطفولة، وعادةً  يزداد المراهق تمسكاً بأداء الفرائض المطلوبة عندما يمر بأزمة حادة ،والمراهق يتقبل الاتجاهات الدينية في أسرته ومجتمعه، وقد تبعده الأزمات النفسية التي يتعرض لها خلال الاضطرابات النفسية والعقلية والحسية عن ممارسة العبادات بطريقة صائبة، ولكنه في أواخر المراهقة سرعان ما يعود إلى رشده ويتمسك بعقيدته.

 مشاكل المراهقة


الصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية- الجسدية - والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقاً وإرباكاً، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي .

كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً. 
ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس، وبناء المسؤولية الاجتماعية. 
وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين؛ لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه.
وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق  تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار، إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال، مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق، ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها.





احتياجات المــراهــق

أولاً: النفسية:
                                
     الحاجة إلى: العبادة، الأمن، القبول

  ثانيا: الاجتماعية :

    الحاجة إلى الرفاق.
    الحاجة إلى العمل وتحمل المسؤولية.

 ثالثا : الثقافية:

    الحاجة إلى الاطلاع.
    الحاجة إلى الهوية.

 وممّا سبق ذكره نجد أن فترة المراهقة  لفتت انتباه الكثير من العلماء والباحثين من علماء الاجتماع والنفس والتربية ،  ومهما كانت تفسيراتهم فثمة اتفاق على أنها مرحلة يتحول فيها الفرد من عالم الطفولة إلى عالم أكثر خصوصية هو عالم الرشد، فالمراهقة مرحلة للنمو والارتقاء من جميع الجوانب الجسمية والانفعالية والنفسية والاجتماعية والدينية  وقوى أخرى تحدد مجرى النمو وهي الأسرة والمدرسة، والظروف الاجتماعية والنمو العاطفي للمراهق وذكاءه، كلها عوامل متداخلة ومؤثرة في بعضها البعض وإذا تناغمت تشكل لنا كيان المراهق وشخصيته، ونمو متكامل منتظم، وهي فترة يحتاج فيها المراهق الكثير من الحاجات وتؤرقه الكثير من المشاكل والصراعات والأزمات وعوائق الحياة.


هذا النمو لا يتم بصورة جيدة إلا من خلال تنشئة أسرية سليمة، هذا من خلال إتباع الوالدين أساليب متنوعة لمعرفة كيفية تطبيقها أين ومتى وفي أي موقف؟
كيف نتخطاها بسلامكيف نتخطاها بسلام
Share on Google Plus

About Petroleum Marine Services

0 التعليقات:

إرسال تعليق